الجمعة 24 محرم 1440       0 نظر       1486 بازدید    
0 + - 0
کد خبر : 2682
| ف | | | |

آمال الإنسان المتقی قصیرة

آیة الله سیدان: امتلاک هدف کبیر وهام وغایة سامیة یختلف عن الطموحات العالیة

بحسب تقریر الموقع الاعلامی لآیة الله سیدان فقد تحدث سماحته فی سلسلة الجلسات الدینیة التی تُقام فی منزله موضحاً أن من الصفات الهامة التی یتمیز بها الأشخاص الجیدون واللائقون، هی التوفیق بین العلم والعمل، وأضاف: إن مطالب الإنسان المتّقی وتوقعاته من الحیاة بسیطة للغایة، وهو یرضى بمستوى عادی من الحیاة ولا یتحسّر بأنه لا یمتلک إمکانیات عالیة.
وحول التضاد بین الموت والطموحات الکبیرة قال: الفرح والسرور، المشاکل، التواجد مع الأعزاء، الفراق عنهم، العسر، الیسر، المرض والصحة، جمیعها تطرأ على الإنسان، کذلک الموت ونهایة الحیاة أمر حتمی، لذلک لا ینبغی أن تکون آمال الإنسان کبیرة لأنه لیس هناک إمکانیة للهرب من الموت.
وأشار آیة الله سیدان إلى عبارة «تراهُ قریباً أمله» من خطبة المتقین لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وقال: الإنسان المتقی لدیه آمال قریبة وقصیرة وبالطبع فإن الهدف الکبیر والهام والمقاصد السامیة تختلف عن الآمال الکبیرة.
وأضاف أستاذ حوزة خراسان العلمیة: الإنسان المتقی لدیه أخطاء أقل فی الحیاة، ولیس ممن یخطیء بشکل دائم ومن ثم یعتذر ویستغفر.
وأوضح أن الإنسان المتقی له قلب خاشع ومستعد لقبول الحق، وأضاف: یمکن للقلب والنفس أن یمتلکا حالات مختلفة؛ فأحیاناً تشتهی النفس الزیارة، ذکر الله أو قراءة عدة سطور من القرآن فتتغیر أوضاع الإنسان وأحواله، وأحیاناً بالعکس تؤدی قساوة القلب إلى أن لا یتأثر الإنسان.
وأشار آیة الله سیدان إلى راویة «أَمَّا عَلَامَةُ الْخَاشِعِ فَأَرْبَعَةٌ؛ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ رُکُوبُ الْجَمِیلِ وَ التَّفَکُّرُ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْمُنَاجَاةُ لِلَّهِ» عن الرسول الأکرم(صلی الله علیه و آله) فقال: الإنسان المتقی لا یختلف سلوکه عندما یکون لوحده عن سلوکه أمام الناس، بل ینتبه دائماً إلى وجود الله، کذلک فإن التعامل والعمل والقول وبقیة الأعمال التی تصدر عنه تکون مناسبة.
وأکد سماحته أن الإنسان المتقی یناجی ربه فیفتح له قلبه ویطلب الخیر منه، فقال: إذا فکر الإنسان قلیلاً بالموت، القبر، الوحشة والوحدة والبرزخ وأحوال یوم القیامة، فإنّ حالت الخشوع ستتولد لدیه حالة من الخشوع.
وشرح عبارة «قَانِعَةً نَفْسُهُ» من خطبة المتقین لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وقال: صحیح أن المتقی لا یسعى وراء النقود ولا یبتعد عن الظروف التی تظهر لکسب المال، لکنه یحتاج إلى النقود والثروة للقیام بأعمال الخیر ولیس لجمعه أو للتزین وشراء مالیس ضروریاً.
وأکد آیة الله سیدان: من أهم عوامل نضج الإنسان التحلّی بالقناعة والإکتفاء بالقلیل والرضا بما یملک. 

وفی قسم آخر من کلامه أشار أستاذ حوزة خراسان العلمیة إلى آیة  «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ» (التین/ 4)، ووصف إمکانبات البشر بأنها استثنائیة وقال: من اللائق أن لا نغفل عن المواهب التی وضعها الله فینا، وعلیه یجب أن نستفید من ذلک بقدر الإمکان.
وأضاف: إن الإنسان قابل للتطور ویمکن له الوصول إلى مکان تحسده علیه الملائکة.
وأضاف آیة الله سیدان: أفضل وأهم طریق للوصول إلى السعادة هو کلام القرآن الکریم وتوجیهات الرسول الاکرم (صلی الله علیه و آله) و الأئمة المعصومین(علیهم السلام)، لذلک یجب علینا الاهتمام به لمعرفة خصائص الإنسان الکامل والممیز؛ فإذا امتلکنا تلک المعاییر نشکر الله، ونسعى للمحافظة علیها وتعزیزها، وإذا لم نمتلکها فلنسعى للحصول علیها.
وفی الختام أشار سماحته إلى روایة «لا مصیبة کاستهانتک بالذنب و رضاک بالحالة التی أنت علیها» عن الامام الباقر(علیه السلام)، فقال: لا یجب أن یکتفی الإنسان فی مسیر النمو والتکامل بمدح الآخرین والثناء علیهم، وفی الحقیقة لا یوجد مصیبة أعظم من مصیبتین هما الإستخفاف بالذنوب و رضا الإنسان بالوضع الذی هو علیه.

نظرات