الاثنين 06 ذو الحجة 1441       0 نظر       1114 بازدید    
0 + - 0
کد خبر : 2962
| ف | | | |

حسنُ الخلق اعتدال فی قوى النفس

ورد فی کتاب بحار الانوار عبارةُ تقول أنّ الخُلق الحَسن هو الإعتدال بین الإفراط والتفریط فی قوى النفس.

فیما یتعلق بالأخلاق قال بعض الأعلام أنّ الاهتمام بالقضایا الأخلاقیة وکسب الأخلاق الحمیدة هی واحدة من الأمور الهامة فی القضایا الاخلاقیة؛ کما شرح المرحوم العلّامة المجلسی تعریف الاخلاق و قال أنّ المقصود من الأخلاق هو حالة مواجهة الغضب، و هی الحالة التی یجدر بالإنسان مراعاتها أمام الخَلق، وبشکل علم یُطلق هلى الخصال الحمیدة اسم الاخلاق. 
الخصال الحمیدة أو السیئة التی تترسخ فی الإنسان تُسمى الخُلق، لکن عندما یُقال حُسن الخُلق فهذا معناه حسن العشرة فی التعامل مع الناس، کما نشاهد فی الروایات أنّ حُسن الخُلق هو عکس السلوک السىء. 
ورد فی کتاب بحار الانوار عبارةُ تقول أنّ الخُلق الحَسن هو الإعتدال بین الإفراط والتفریط فی قوى النفس، مثل ذلک أنّ حُسن الخَلق هو حسن الشکل الظاهری. 
إنّ لحسن الخلق فی الروایات أهمیة کبیرة، فقد ورد عن جمیع الأئمة المعصومین روایات حول هذه المسألة الهامة وحول کسب الأخلاق الحمیدة، ومن المهم بمکان أنّ أثقل شىء یوضع فی میزان أعمال الإنسان هو الأخلاق الحسنة، و قد أکدت الروایات کثیراً أنه بالخصال النفسیة الحمیدة یتم جذب الأنفُس ، فقیمة امتلاک خصال حمیدة هو أمر بدیهی. 
تنبثق جمیع أعمال البشر من داخل الإنسان، فإذا دخلت الخصال الحمیدة فی الإنسان فسیکون لها آثار جیدة للغایة، یجب على الإنسان الاهتمام بنفسه قدر الإمکان و تجنّب الرذائل الأخلاقیة، وإلا فإن جمیع الکمالات الأخرى التی سیدرکها ستکون ضارة. 
إذا کان وعاء ملوث بالسم، و وضعت فیه أفضل الطعام فسیکون ذلک الطعام ممیتاً، وإذا لم یکن الإنسان نظیفاً من الناحیة الاخلاقیة، فإن جمیع العلوم المفیدة فیه ستصبح سبباً للشر و البؤس بالنسبة له و للمجتمع. 
کما أنّ القرآن الکریم یؤکد على ذلک بطریقة عجیبة،## فقد جاء فی خطبة المتقین فی نهج البلاغة أن أمیر المؤمنین علیه السلام قد قال فی جمع أصحابه « أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَمَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ ((وَمَشْیُهُمُ التَّوَاضُعُ ))»
من أهم الخصال التی یمکن أن تکون مؤثرة فی سمو المنزلة البشریة و تقود الإنسان إلى الکمال مراعاة الکلام و الدقة فی الحدیث، فیقول الإنسان الحق، قال الرسول الأکرم أنه لا یوجد عضلة من عضلات الإنسان تحتاج للمراقبة أکثر من اللسان؛ فاللسان مفتاح الکثیر من القبائح، و اللسان وسیلة لإظهر الرزائل الداخلیة. 
الإنتباه إلى حقیقة أنّ کل ما ینطق به الإنسان یتم تسجیله وهذا یؤدی إلى التحکم باللسان.
المصدر/ کلمة آیة الله سیدان فی الأخلاق، کانون الثانی، 2015.

نظرات