وفیما یلی النص الکامل لرسالة آیة الله سیدان:

بسم الله الرحمن الرحیم

وَعَدَ اَللّٰهُ اَلَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی اَلْأَرْضِ کَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ اَلَّذِی اِرْتَضىٰ لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لاٰ یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذٰلِکَ فَأُولٰئِکَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ  ﴿سورة النور الآیه۵۵﴾
نتقدم من جمیع محبی حکومة العدل الإلهی العالمیة بالتهنئة و التبریک بمناسبة الولادة السعیدة لمنجی البشریة الوصی الثانی عشر و آخر خلیفة لرسول الإسلام الأکرم محمد المصطفى صلى الله علیه وآله، حضرة الحجة بن الحسن العسکری عجل الله تعالى فرجه الشریف.
لقد طلب الأصدقاء بشکل متکرر أنه من المناسب بمناسبة هذا العید الکبیر تقدیم تذکرة موجزة لجمیع محبیه، لذلک سأعرض باختصار أن هناک مواضیع کثیرة قد عُرضت فیما یتعلق بالوجود المقدس لحضرته،  وبحمد الله لدینا الکثیر من الکتابات من القدیم و الجدید فی مواضیع هامة متعلقة بهذا العظیم، و من بین کل هذه المواضیع سنشیر إلى مسألتین:  
علامتان من علامات هذا العظیم و الخصائص المتعلقة به
مهمة محبی هذا العظیم
بموجب وثائق الوحی الکثیرة و الموثوقة من أیات القرآن الکریم و الأحادیث المنقولة عن الرسول الاکرم و الأئمة المعصومین علیهم السلام نستفید بشکل جید أن الامام لمهدی علیه السلام لدیه عمر طویل و غیبة طویلة، و بعد ظهوره و حضوره سیمتلیء العالم بالعدل بعد أن امتلأ ظلماً و جوراً.
مع هاتین العلامتین یتضح بشکل کامل بطلان  و کذب کل من ادّعوا المهدویة، لأنه لم یکن لدیهم عمر طویل ولا غیبة طویلة، و لم یمتلىء العالم بعد ظهورهم بالعدل بل مازال ملیئاً بالظلم و الجور.  

فی القسم الثانی ما هی مهمة و مسؤولیة محبی حضرته فی عصر الغیبة؟ فإننا نذکّر أن مهمة محبیه فی عصر غیبة هذا العظیم هو تمکین هدف ظهوره یعنی القیام بالأوامر الإلهیة و الصبر و متابعة حکومة الحق فی حیاتهم و أن یتحلوا بالسعی والجد، و أن یبذلوا جهودهم فی تحصیل العقائد الصحیحة و التخلق بالأخلاق الحسنة و القیام بالواجبات، ترک الظلم و تعزیز الحق و الحقیقة و مخالفة الباطل و الظلم قدر الإمکان. 
بعبارة أخرى فقد أشیر فی حدیث إلى ذلک (انتظار الفرج من أعظم الفرج) فالمنتظر الحقیقی لفرج حضرته هو من یتماشى مع ما قیل. 
وبطبیعة الحال فیم یتعلق بالمرض الشائع الذی ابتلت بع معظم دول العلم یجب مراعاة أمرین: 
الاول التضرع و الخشوع و اللجوء إلى الله تعالى و التوبة من الذنوب و الاستغفار من المعاصی الفردیة  والاجتماعیة، و وضع الرسول الأکرم و الأئمة المعصومین علیهم السلام واسطة لهم فی محضر الله تعالى؛ وهذا الموضوع یعنی التضرع و اللجوء إلى الله تعالى له أهمیة کبیرة لدرجة أنه جاء فی القرىن الکریم فی سورة الأنعام الآیة 23 «فَلَوْلاٰ إِذْ جٰاءَهُمْ بَأْسُنٰا تَضَرَّعُوا وَ لٰکِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ » فالله سبحانه و تعالى یجعل الناس یعانون من المصاعب والبأساء لیتضرعوا إلى الله و یلجأون إلیه لرفع البلاء عنهم. 
من المهم التذکیر انه فی هذه الأیام التی تتعلق بولادة الامام المهدی صلوات الله علیه وسلامه، جعل الامام الحجة(عج) وسیلة لرحمة الله تعالى، و یطلب من الله الرؤوف ظهوره و یطلب الفرج، وکذلک جاء فی سورة الأنفال الآیة 33 « وَ مٰا کٰانَ اَللّٰهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ مٰا کٰانَ اَللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ».
قال أمیر المؤمنین علی علیه السلام أن الله لا یعذب الناس طالما أنت (الرسول الأکرم) فیهم، و طالما أنهم یستغفرون و یندمون على ذنوبهم فإن الله لن یعذبهم.  
لذلک من الضروری فی هذه الظروف الصعبة المتمثلة بانتشار مرض معدی، أن یتضرع الجمیع إلى الله تعالى و یلجأون إلیه ویدعونه، و أن یتوسلون بالرسول الاکرم و الائمة المعصومین علیهم السلام. 
الثانی هو العمل بأوامر و توصیات الأطباء الأخصائیین والموثوقین، و أن یرعوا التوصیات الصحیة فی مختلف علاقاتهم و برامجهم المختلفة.